کد مطلب:163877 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:267

معنی کلمة الشرک
وكلمة الشرك یختلف معناها بین أمرین:

الأمر الأول:

السجود لصنم حجری.

الأمر الثانی:

الخضوع لصنم بشری.

هناك فرق كبیر وعظیم بین الامرین. لانه بالامر الاول لا یشمل هذا اللفظ إلا مجموعة بسیطة من الناس، بینما الامر الثانی یشمل الملایین الذین یخضعون للانظمة الفاسدة.

إذن هذه الكلمة حساسة وترتبط بمصالح الانسان وأهواءه، ولها اتصال بتزیین الشیطان للإنسان أعماله، وبتسویل النفس الامارة بالسوء.

لو كان الانسان یغیر شیئاً، ویؤول فكره، ویحرف دیناً، لعرف هذه الكلمة. لان هذه الكلمة هی الاساسیة. ونحن نعلم بأن الانسان فی التاریخ حرّف وبدّل وأوّل، وحاول أن یتهرب من رسالات السماء بألف طریقة وطریقة، وقد فعل ذلك، وفعله هذا تركز فی كلمة الشرك فی الاسلام.

إذن لا یمكن أن نفهم الكلمات القرآنیة حسب القوامیس التی تكتب فی القرن الرابع عشر. والقوامیس التی تخضع للوسط الاجتماعی والثقافی علماً وثقافة، لانها تخضع لذلك الوسط إلا ما عصمه الله.

تغیرت القوامیس والافكارومن هنا لابد أن نجد ینبوعاً آخر لفهم القرآن الحكیم، ذلك الینبوع هو القرآن بذاته. لذلك جاء فی الحدیث الشریف عن الامام أمیرالمؤمنین (ع):

«كتاب الله تبصرون وتنطقون به. وتسمعون به ینطق بعضه ببعض ویشهد بعضه علی بعض..»

وكما جاء فی الحدیث الشریف:

«من فسر القرآن بعضه ببعض هدی الصواب».

ولم یدع القرآن كلمة ذكرها فی آیاته إلا وفسرها فی آیات أخری، ولكن الناس لا یبصرون، لأنهم لا یتدبرون فی القرآن، ولو تدبروا لعرفوا كلمة الشرك ومعنی الكفر وكلمات أخری مرتبطة بها، مثل الفسق.

هذه الكلمات والمصطلحات القرآنیة فی القرآن الحكیم، اشارات واضحة الی معانیاها والآن لنبحث عن معنی الكفر.

قال الله تعالی:

«ولله علی الناس حج البیت من استطاع الیه سبیلا ومن كفر فان الله غنی عن العالمین» (97/آل عمران).

ماذا یعنی هذا؟

یعنی ان الكفر قد یتجسد فی عدم الحج، وهناك آیة ثانیة یقول القرآن الحكیم:

«والذین آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم فی الصالحین» (9/عنكبوت).

یعنی هذا ان الكافر هو الذی لم یعمل الصالحات والذی لم یؤمن هو الآخر.

وآیة أخری تقول:

«ما سلككم فی سقر - قالوا لم نك من المصلین» (42/43/المدثر).

وهذه الآیة الكریمة تبین لنا معنی ثالثاً، وهو ان ترك الصلاة هو الذی یسلك الانسان فی سقر وقبل هذه الآیة دلالة علی ان المخاطبین هم كفار، وكذلك الشرك وكذلك الفسق، وكذلك سائر المصطلحات القرآنیة. إذن استطعنا أن نفهم هذه المصطلحات وتلك الكلمات.

الی ماذا كانت تهدف رسالة الأنبیاء.

لنعرف ان الامام الحسین-علیه الصلاة والسلام-ثار لذات الخط. وان الانحراف الذی مالت الیه الامة الاسلامیة فی عصر الامام الحسین (ع). هل كان یشبه الانحراف الذی كان عند الناس الذین بعث الیهم الانبیاء (ع) أم لا. وكیف؟

وكیف نستطیع أن نقول ونحن نقرأ زیارة الامام الحسین (ع)-السلام علیك یا وارث آدم صفوة الله، والسلام علیك یا وارث نوح نبی الله، السلام علیك یا وارث ابراهیم خلیل الله، السلام عیلك یا وارث موسی كلیم الله، السلام علیك یا وارث عیسی روح الله، السلام علیكم یا وارث محمد حبیب الله- وكیف؟

وكیف كان الامام الحسین علیه الصلاة والسلام وارثاً لهؤلاء. ولماذا لا نقرأ هذه الزیاة إلا عندما نقف عند ضریح سید الشهداءأبی عبد الله الحسین (ع)؟

إن قیام الامام الحسین (ع) كان امتداداً لقیام حركة الانبیاء علیهم الصلاة والسلام، ورسالة الامام الحسین (ع) كانت هی رسالة الانبیاء (ع). وبالتالی فاننا بدورنا نستطیع أن نقوم بنفس الدور اذا استلهمنا عبر التاریخ وجسدنا دور الانبیاء فی أنفسنا وجعلنا الامام الحسین (ع) اماماً لنا، خاصة ونحن نعتقد بأن الامام الحسین (ع)هو امامنا الثالث ولكن ما هو معنی الامام؟

ان ید التحریف البشریة قد غیرت حتی هذه الكلمة وهذه مشكلة الانسان. إذ حجّمت إشعاعات الامام بجماعة مخصوصة نقول ان الامام هو أمامنا.

ان الامام الحسین (ع) هو امام الامة والطلائع، فأی صفة كانت فی الامام الحسین (ع) واقتبستها انت، وأی سلوك كان للامام الحسین (ع) وتخلقت به أنت، وأی عمل قام به الامام الحسین (ع) وعملت به أنت، صرت من أتباعه وشیعته وموالیه.

ولماذا نقف أمام ضریحه ونقول (أنا سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم) ومن الذی سالم الامام الحسین، ومن الذی حاربه.

حبیب بن مظاهر سالم الامام الحسین (ع)، ومسلم بن عوسجة، وعابس بن شبیب، وعلی الاكبر، والعباس،والقاسم هؤلاء هم الذین سالموا الامام الحسین علیه الصلاة والسلام فهل أنت مثلهم، ومن الذی حارب الامام الحسین علیه الصلاة والسلام، انه یزید، وابن زیاد، وصدام، وفهد، وآل خلیفة وكل طاغیة باغی، ناشر للفساد، محب الدمار والخراب.

لماذا تقف وتقول یالیتنا كنا معكم؟

ولماذا تدعی انك من شیعة الامام الحسین علیه الصلاة والسلام اذا لم تعرف من الذی حارب الامام الحسین؟

ومن هو الذی قاومه.. ولماذا؟

ان هذه الاسئلة یجب علینا أن نفكر فیها، ونحن ندخل هذا الموسم المبارك، لا لكی نجلس عاجزین، ونقول بأننا لا نستطیع أن نقلد الامام الحسین (ع).

كلا.. ان الذی خلق الامام الحسین (ع) خلقك، والذی أودع فی الامام الحسین (ع) تلك الصفات الخیرة أودع شیئاً منها فیك كأنسان، وجعل الامام الحسین (ع) أمامك لكی تقتدی به فی تلك الصفات بالذات.

إذن رسالة الحسین (ع) ورسالة الانبیاء (ع) لا تزال موجودة فی الارض، إنما علینا أن نجسدها فی أنفسنا ونبدأ بالتحرك عبر تلك المسیرة الثوریة التی كان الامام الحسین علیه الصلاة والسلام أحد أبرز أبطالها وأئمتها.